Saturday, December 22, 2007,2:19 AM
أغنية شتاء
غرباء نسير متجاورين، هزمتنا ليلة شتاء، كلما حاول رفيقي الانكماش داخل فرائه الرمادي اشتد البرد كأنما الطاغية يحجر حتى علي الحق في المقاومة كم وددت لو أهبه معطفي ليكف عن التدثر ويعلن انتصار الشتاء

يعقد الشتاء ذراعيه في الأفق ويخبرني أني وحيد
أتلفت حولي عن الرفقة أبحث، عن الألفة ابحث، أتلفت فيصطدم وجهي بملامحها ، استغرق لدقائق في محاولة الوصف.. نسير متجاورين لبرهة تكفي أن أرسم صورتها في عقلي الغائم و استرجعها حين أسرع الخطي محاولا إيجاد الوصف المناسب. شتوية هي، كأنما وُلدت في ليلة كهذه أخذت منها ملامحها ، كأنما تشكلت ملامحها دقيقة غير حادة ولا بارزة لتختفي خلف دثار ومعطف وغطاء رأس وكفوف ملتوية في وضع غير مريح بالجيبين المعلقين. تمر في عقلي الخاطرة فاضحك: الشتاء انتصر عليها حتى أخذ منها الملامح

ينظر في عيني مباشرة ويتسلى ببعثرة الأمطار
القط البائس يزوم لاعنا إذ غمر فرائه البلل يحث الخطي كأنما ليلحق بالسيارة صاحبه الجرم ثم يلتفت ليلعق ظهره، لثوان يحدق في وجهي كأنما يلومني أو يلعن تطفلي ويعاود الخطي الواسعة لحاقا باللاشيء

يتنفس ريحا وبعض الهزيم
الذيل الملتوي المجنون لعصا زيوس* يشق الأفق فيلونه بالأزرق، يجفل الحارس الكهل ويشيح عني النظر كأنه الخجل. تبرٍق ثانية والحارس ينظر لي فأجفل مجاملا .. يتبعه الهزيم المتثائب كتحذير جاء متأخرا فأنظر للأفق لا متحديا ولكن منتظرا للمزيد من الجنون الأزرق

ينقطع التيار فجأة كأنما مل الشتاء العبث بقطع الشطرنج وقرر اللعب بالرقعة ذاتها
غير محتاج إلي النظر شرعت في مسح الأرض بقدمي مقاربا الخطوات أثبّت قدما لتنزلق الأخرى مستكشفة موضع الخطوة التالية. مستمتعا باللعبة انفلتت نغمة من بين شفتي نغمة تكافئ الخطوة التي تستكشفها قدمي وترسم انحنائها البياني أصابع أودعتها جيبي منذ زمن ونسيتها ، تعلو النغمة فتتوتر أصابعي راسمة انحناء صاعد وتتسع خطوتي حتى تبلغ الغماز * فأغير اتجاهي محترما القواعد. صوتي يتعثر والخطوات لا تعيره إلتفاتا فتستمر في التتالي والانتظام في اللحن
للحظات يعلو صوتي فالتفت محاذرا أناس وهميين. أتوقف فلا أصطدم بأحد، أتوقف فتسكن النغمات، أدندن قليلا قليلا فتحوطني الهمهمات المنغمات، تعلو فتعلو ، أخطو فاسمع حفيف الخطوات يتتالى وأستشعر الدفء

أنتحي الشارع الجانبي فتحوطني بعض النغمات وأفقد البعض، ونعود لنلتقي مرات ونفترق، لا أميز غناءهم ولا يميزون غنائي، بعينين لا تريان التفت لأقربهم إلي وأغني، عاليا أغني ، منتصرا أغني. مستمتعا بالدفء أغني
ضاحكا لخاطرة تمر بعقلي أغني. فتجيبني ضحكات عشر أو أكثر. ليس بينها ضحكة شتاء معقود الذراعين يتسلى ببعثرة الأمطار يتنفس ريحا وبعض الهزيم
--------
زيوس من ضمن وظائفه كأب لمعظم البشر أنصاف الآلهة، ومقرر للعقاب الأبدي العابث لمعظم المهزومين كان يعمل أيضا إلها للبرق*
الغماز هو الدرجة الحساسة "الدرجة الخامسة "من سلم أي مقام وأكثر نقطة محسوسة به*
 
Posted by saso | Permalink | 45 comments
Cheer Up It's Spring Time is dedicated and designed by ferekico Special thanks and real appreciation for ferekico