Tuesday, October 06, 2015,2:13 AM
ارتحال فكرة
ذات نهار انتزع "هو" من رأسه فكرة
تأملها
قلبها بين يديه
غير مكتملة هي
تمنى لو أن له أصابع مثّال ليشكلها ويصقلها ويشذب زواياها.. وحين أنهكه هوس الاكتمال أرخى أصابعه على الفكرة  وأودعها أرفف ال "فيما بعد"
___________
حين مرت "هي" برأسه إلتفت خيالها لفكرته نصف المكتملة فتشممتها بفضول، حملتها بإصبعين وابتسمت فتنازل عن الفكرة لفوره وصارت لها
كانت هي مثّالة بارعة تجيد صقل الأفكار وصقل الأظافر أكسبت الفكرة بعض الحده والكثير من البريق
وحين أودعتها علبة المخمل.. إكتمل بريقها.. وتحضرت لاختطاف العيون
___________
حين أقبلوا "هم" ضاحكين متشاغلين بالحديث كانت الفكرة من الذكاء بحيث ضاعفت بريقها فتاه الحديث إلا عنها.. لم يبخلوا فلم يطل التفاوض وأصبحت ملكاً لهم
وككل ممتلكاتهم غلفوها بالبهجة والشرائط الملونة وخصصوا لها أفضل ركن بالبيت
 وكل سهرة حين يجتمعوا هم لابهارهن تصطبغ الفكرة بجميل الألوان فتعكس على وجوه الجميع ابتسامات ملونة
آلم "أحدهم" فقدانه لحبيبته فصارت جلسات المجموع ثقيلة على قلبه.. ولا تؤنسها سوى المودعة علبة المخمل فتمناها.. رآها تعويضاً مناسباً عن الفقدان.
أمام السؤال فالطلب فالإلحاح فالاستعطاف لم يملك المجموع سوى التنازل عن صاحبة البريق.. علها تعيد لصاحبهم وهجه السابق فيعود بصحبتها
لتناسب مزاجه الكئيب نزع مالكها الجديد منها كل البريق.. قلبها بين أصابعه لتمتص كل خيباته فلا الزينه ولا وسادة المخمل عادت قادرة على إنقاذها من الموت
إكتسبت اللون الرمادي لون الغبار المغلق بزوايا قلبه وأنفاسه.. ذات صباح احتضرت.. أرسلت بريقها الأخير –كان أخضراً بلون الفيروز- وتفتت لذرات رمادية.. لغبار
جمع رفاتها بورقة وطواها تميمةً تحميه من شيء لا يعرفه
________
في القطار سرقتها "إحداهن" فتشت حافظته فلم تجد الكثير قلبت التميمة ين يديها وفكرت، إن سقت هذا الغبار المسحور لغريمتها لربما فازت بقلب قوادها الساخط دوما
تناوت وجبتهم الوحيدة على عجل وأذابت غبارها بكوب الشاي الساخن وجلست تنتظر

قبيل الفجر سمعت شهقاتها بدأت هامسة وأخذت تعلو حتى انتفض القواد مقتحما غرفتها.. حين سكنت أنفاسها تسمر حائرا
هي ماتت وانتهينا فمن كانت تضاجع!
________
 
Posted by saso | Permalink | 2 comments
Cheer Up It's Spring Time is dedicated and designed by ferekico Special thanks and real appreciation for ferekico