Monday, August 03, 2015,1:47 AM
الظل
أفتح عيني مستسلما لهزائمي اليومية لم أعد قادرا على النوم، أستبدلت خيالات مواقف وعبارات وضحكات أختلقها بحياة لا تشبه بأي حال الحياة، ملتحفا بالهزائم أنتصب متأملا في جدوى التعري والبدء من جديد، مصلوبة روحي على أوراق التقويم وفي كل يوم أبعث من جديد.. لأصلب من جديد..

أنحي إخفاقاتي ليمر جسدي الوهمي بين انحناءات الأرق وبعض الكوابيس، لماذ ألتقي بي في كل كوابيسي ألا يملك عقلي تجسيدا لمخاوفي سواي أم انني تعديت بشروري وآثامي حتى الكوابيس!

ينساب ظلي مائلا وكأنما مل التصاقي به والتحديق، يذوب في ظل المبان حولنا هائما فأسرع إلى نهر الطريق استخلصه من ظل الحجارة كارها واستبقيه فيرتمي بجانبي متثاقلا علّ الطريق ينتهي أو يفرقنا الظلام، ثقيلة هي الظلال التعيسة ثقيلة كروحي ثقيلة كالصمت، الظل الهائم حولنا يطلب الكلمة فالتفت، منذ انهار العالم حولي أراقب هذا الظل  المهيب ينساب على ذات الرصيف.
متمهلا يقلب بين أنامله عملة من ذهب يرفعها يقبلها ويعيد الكرّة من جديد، تلكأت دهرا على ذات الرصيف آملا ان يختارني أو ينهرني فأعود لغرفتي بكابوس جديد، تلتقي عيناي بكيانه الغائم بقعة الظلام محل العينين نافذة كعيني وطواط وقحتان وان جافاهما النظر، يرتعد ظلي إذ تومئ الرأس المظلمة أن تعال واقترب، تنساق قدماي دونما استئذان حيث أشارت اليد وتستكين حيث أُمرت، وهرب ظلي تاركا جسدي غير المبالي بالمصير.

معقدة هي لعبة الاحتمالات فمن أين لي بصفاء الذهن لحساب احتمالات الهرب، ولأين الهرب وما جدواه، فربما الاستسلام إلى المصير بذاته هو الهرب. يهمس لي سائلا: ألن تحاول على الأقل؟
أنتزع عيناي عن كتلة ظلامه واسكبهما على الأفق بحثا عن دافع أو أمل عن خوف يثنيني.. عن شبهة بشرية.. عن منفذ
أفنيت عمرا لا يعنيني أقف خلف نافذة مغبرة فلم أحاول ذات صباح أن ألقي وجهي للشمس ولم يملك صدري أنفاسا دافئة أنفخها في وجه الغبار، فلن أزعم اليوم ولعي بالمغامرة أو المقامرة، لا أعرف ان كان استسلامي للعبة الظل هي المغامرة او استسلامي لدوائر اللاشيء هو الموت.

قلّب الظل عملته في الهواء فتلاحقت الصور والنقوش وتواريخ الحروب ووجوه الموتي وأسنان اللبن وبعض القيح وما أخافني حق.. كان وجهي وأنا أبتسم
أخترت الكتابة فلكم تمنيت ان تختفي اللغة وأن نكتفي بالكتابة ما يمنحنا جميعا فرصة أخرى، أن نعيد صياغة كلمات الحب واعترافات الخيانة وعبارات العزاء، وتفقد آذاننا مع الوقت حاستها فيموت الصراخ ويهدأ الساسة  وتنتحر آلات التنبيه ويصبح الخطاطون والنحاة نجوم المجتمع، دارت العملة في الهواء دورتين واستقرت فوق الرصيف، دقات قلبي تتسارع ولساني يلهج، يمتلك إرادة خاصة فلا أعرف ان كان يرجوها الاستقرار أم يطلب المزيد من الوقت، لا عقل لي ليحلل أفعلت هذا لاني راغبا في الموت أو قمت به لأني لازلت أرغب في الحياة.

عيناي تبللتا ولا أعرف السبب، صدري المكشوف في انتظار خنجر خرج من الظل مشرعا استوقفته الدموع فتردد حائرا، أحاول ان استعيد سيطرتي على جسد مأسورة فيه روحي منذ الأزل، تحررت أصابعي فلم تعد تتبعني ترتعش صعودا بينما تُخرج من رأسي الأفكار ترسمها  ظلالا في الأفق ملائكة غضبى عابسة  وفراشات محترقات، خذلان العمر بأكمله تجذبه أصابعي وتجبره على التحليق، من قلبي تنتزع صور الموتى وشهادات الوفاة ومكالمات أخيرة وعبارات وداع، أتحرر من ثقلي فجأة لا يبدو العالم كما كان، هل أخطأت في قبول منحة الظل؟ في مجال عيني الآن بقعة ضوء تتسع وتتسع تقطعها أصابع يدي المتحررة في بطء تزيح الماء الحبيس في عيني وتعطي إشارة للظل اني مستعد..
الآن..
الطعنة لا تعنيني أنا فقط أريد أن أعرف إلى أين سيذهب الضوء.


 
Posted by saso | Permalink | 0 comments
Cheer Up It's Spring Time is dedicated and designed by ferekico Special thanks and real appreciation for ferekico