Tuesday, February 12, 2008,6:31 PM
وبعض الأعوام تبدأ منتصف فبراير
غريب ما يصنعه بنا العام، إثنا عشر شهراً لاغير فتتحول إلي آخر لا تعرفه ولا تعرف حتي ان كنت متفقاً معه أم لا
تصحو لتجد تجاعيد مرتسمه علي تصرفاتك وخصلات بيضاء في الضحكات.
يومك يتوزع بين محاولة إثباتك للجدية ومحاولات التخلص منها ، يهنئك بعض ممن حولك بأشياء لا تدركها حقاً يلومك البعض، يتهمك البعض ويكافئك البعض دون أن تتذكر أيهم سمحت له قبلا بمجرد التعليق
عملك ينمو بينما صداقاتك تضمر بالتدريج لتصحو فتكتشف انك كي تدعو اثنين من أصدقائك تحتاج لاجراء عشرات المكالمات لتكتشف ان بعضهم انتقل لبلد آخر دون أن تعرف
تدون الملحوظة حتي لا تقع في الخطأ في المرة القادمة بينما تتظاهر بانك تدونها كي تتصل بهم فيما بعد
فيما بعد

لعام كامل تؤجل أشياءك المفضلة لما بعد، أبداً لم تحدد بعد ماذا، تصحو من نومك منشغلا بأحلام الأمس- التي لم تكن أحلاما في الواقع فهي مجرد مكالمات متأخره تكفل عقلك بالتظاهر انها لم تحدث رحمة بك- تلقائيا ترتدي ملابس لا تريدها وتمشي طريقاً تكرهه تستقل سيارات تخافها لتصل مبني عملك الباهت لتبدأ نشاطاً محموما وانخراط بصدق لا تعرف سببه
ينتهي اليوم حينما ينتهي- أبداً لم تحدد ساعات-فتعود ذلك الآلي الذي استيقظت عليه صباحاً تأكل بآليه وتتحدث بهدوء وتهمس بخطورة وتعلن موعد نوم إنسان آخر لا تعرفه لتستقبل يوما جديدا ليس لك
لم تعد لعبتا دقات الساعة وتتابع الشمس /القمر تلهمك بالقدر الكافي لتخط سطرا آخر في رواية لم تكتمل ولا يعنيك أن تكتمل في شئ، ان هي إلا لعبه يسعدك كثيراً ألا تنتهي
الأوراق حزينة لأنك بعيد، قطتك حزينة لأنك صموت، مرآتك حزينة لأنك بلا إنعكاس

أوراق التقويم تمضي لتعلن في برود أنك أهلكت عاماً آخر محاولاً أن تبدو أكثر حكمة وأكثر تعقلا، عام مضي منذ وقفت شارداً أمام التقويم تفكر في أمر لا يستحق واستهلكت ساعه وتركت حول شفتي اليوم بضعه تجاعيد ،عاقبك التقويم وغذي الساعة واستولدها عام كامل تعاقبك ساعاته علي خطيئتك فتضيع مزيداً من الساعات
ذات صباح تقرر أن ليس عليك ان ترتدي ملابس لا تريدها فتمشي طريقاً تكرهه تستقل سيارات تخافها لتصل مبني عملك الباهت تترك عملك، تتخفف فيعيد لك التقويم بعض من أبنائه لتصغر شهور ثلاثة ويعود الشتاء طفلا
منتصف النهار -البيتي- تجد أنه ليس عليك أن تأكل بآليه وتتحدث بهدوء وتهمس بخطورة فتضحك، يكافئك التقويم بشهور أربع فيشيخ الخريف

تقفز لتصنع كوبي الشاي المؤجلين منذ غابت الشمس فبراير الفائت وتتساءل هل حقاً كنت تؤجل أشياءك المفضلة لما بعد يتنهد التقويم مرتاحاً ويعيد إليك الصيف أبدياً
تشكر فبراير الفائت من أكسبك طفولة ثانية وعام قابل للإستعادة ، بدهشة تكتشف أنك لم تخسر كثيرا، كسرت قاعدة واحدة فانهارت الحصون وعدت طفلاً مندهشا

تنتقل لعمل آخر وطريق آخر وأصدقاء آخرين، وتبدأ عملك بصدق لا تعرف له سبباً تخرج من مبني عملك لتجد الشارع باهتاً لم يزل، فتخرج أوراق تقويم واهنه- شاخت كثيرا في العام الماضي- تعتذر لها متمنياً موتاً هادئا، يتصنع الشارع أن لم يلحظ وتشحب لافتات الإعلان في تغاض بينما يشيح عمودي الإنارة وجهيهما في تثاؤب، تضرب موعدا مرتجلا لتقابل أصدقاء نسيت كل شئ عنهم مذ زمن، تداعب قطاً بطرف حذائك فيدعوك لتهبط فتستجيب تنفض وقارك وتعاند ضيق معطفك الطويل لتنحني - يبتسم عامود الإنارة الطويل متظاهرا انه يتثاءب عفوا- تلمس ركبتك الأسفلت البائس- من سوء معاملة أحذية المارة - بحنو غير مصطنع

يلتفت المطرب المغمور في سجنة الدعائي الملون وينتفض في ملابسة الصيفية تحت مطر أزرق ينهمر مائلا بوداعة- يرتقي القط المبتل ركبتك المغلفة بالجينز السميك تلتهب أعصابك لهريره الممتن وفرائه الحاني. ينتفض المساء في مهرجان الألوان المعتاد -الذي اعتدت ان تسمية سيركاً فبراير الفائت- تودع القط مبتسماً متلمسا طريقاً تحبه متمهلا تمضي كفتي الناي تعزف لحناً همهمات فترد الهمهمات زخات مطر مائل وخطوات قط راقصة وتقويم متمهل يعيد النظر ربما وهب بعض المارة شهور ضاله من حيواتهم
 
Posted by saso | Permalink | 33 comments
Cheer Up It's Spring Time is dedicated and designed by ferekico Special thanks and real appreciation for ferekico